التنمّر على الأستاذ: انعكاسات بؤس التواصل الاجتماعي ورسائل ضرورية

التنمّر على الأستاذ: انعكاسات بؤس التواصل الاجتماعي ورسائل ضرورية

متابعة :  مجلة 24

أكد الأستاذ طلوع، الباحث في العلوم السياسية وقضايا الشباب، أن الحادث الأخير الذي تعرّض له أحد الأساتذة من تنمّر وإساءات على مواقع التواصل الاجتماعي يُعدّ مؤشرًا خطيرًا على أزمة القيم والأخلاق في الفضاء الرقمي.
وشدّد الأستاذ بأن مثل هذه السلوكيات لا تُعدّ مجرد حوادث فردية، بل هي انعكاس لما يعيشه المجتمع من بؤس على مستوى المحتوى الرقمي، حيث تُقدّم السخرية والإساءة كوسائل للظهور والشهرة الزائفة.

وندد الباحث في العلوم السياسية وقضايا الشباب بمحاولات بعض المؤثرين التقليل من قيمة الأستاذ، مؤكّدًا أن هذه المحاولات تكشف عن هشاشة أخلاقية وفكرية، وعن ضعف الوعي بالرسالة التربوية التي يحملها الأستاذ.

وشدّد الأستاذ طلوع على أن التعليم رسالة سامية، وأن أي محاولة لانتقاص مكانة من يقومون بها لا تؤثر إلا على مرتكبها، لا على قيمة المهنة.

وأعرب الأستاذ عن قلقه البالغ إزاء تصاعد ظاهرة البحث عن “البوز” الرقمي بأي ثمن، والتي أصبحت تغطي على النقاش الموضوعي والمحتوى العلمي المفيد.
هذا وأكد الأستاذ طلوع أن الأستاذ يظلّ دائمًا رمزًا للمجتمع، وأن احترامه واجب اجتماعي وأخلاقي لا يجوز تجاوزه، مهما بلغ صخب الضوضاء الرقمية.

وجدد الباحث في العلوم السياسية وقضايا الشباب التأكيد على ضرورة تحمل المؤثرين المسؤولية الأخلاقية تجاه جمهورهم، وعدم استخدام المنصات للتشهير أو السخرية من رموز التربية. وأن الفراغ الأخلاقي والفكري الذي يظهر في هذه الممارسات هو ما يجعل من المؤثر أداة للتدمير الرمزي بدل البناء الاجتماعي.

ودعا الأستاذ طلوع إلى إعادة الاعتبار لمكانة الأستاذ في المجتمع، مشيرًا إلى أن الاعتداء الرمزي أو اللفظي على المربّي هو اعتداء على المدرسة والمؤسسة التعليمية بأكملها. وأن المجتمع واعٍ بما يكفي لتقدير دور الأستاذ، وأن القيم التربوية لا يمكن أن تُقوّضها ضوضاء وسائل التواصل الاجتماعي.

وفيما يخص حناية الأستاذ أكد طلوع أن المسؤولية لا تقع على كاهل الفرد وحده، بل على جميع الأطراف: الأسرة، المدرسة، الإعلام، والمجتمع الرقمي، وشدّد على أن مواجهة هذه الظواهر تتطلب وعيًا جمعيًا، وإعادة بناء ثقافة احترام المعرفة والتعليم، والتمييز بين النقد الموضوعي والتجريح الشخصي.

وجدد الباحث في العلوم السياسية وقضايا الشباب دعوته لكل المؤثرين إلى مراجعة ممارساتهم، وتحمل مسؤولياتهم تجاه الجمهور، وعدم الانزلاق وراء الشهرة الزائفة على حساب سمعة الآخرين. فكل محاولة لإهانة الأستاذ تُظهر الفراغ الداخلي والضعف الأخلاقي للفرد، وتزيده ابتعادًا عن قيم المسؤولية والوعي.

وأعرب الأستاذ طلوع عن تفاؤله بأن مثل هذه الحوادث ستصبح درسًا للمجتمع الرقمي، وأن التضامن مع الأستاذ هو طريق لحماية المدرسة والرسالة التربوية، داعيا إلى اعتماد محتوى هادف، يرتقي بالفكر، ويحمي القيم الأساسية، مشدّدًا على أن الاحترام والاعتراف بالدور الرمزي للأستاذ هما ضمان استمرار المجتمع في مساره التربوي والثقافي.

وفي الختام، أكد الأستاذ طلوع أن الأستاذ سيظلّ رمزًا لا يُسقطه لا تهكم ولا تشهير، وجدد دعوته إلى احترام المهنة والمربّي، والعمل على نشر ثقافة أخلاقية وفكرية تعكس وعي المجتمع وتقديره لمن يبذل جهده في تعليم الأجيال وصياغة المستقبل.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *