” التربية الدامجة بين طموح الجودة واكراهات الواقع” محور يوم دراسي من تنظيم مديرية التعليم ببنسليمان

” التربية الدامجة بين طموح الجودة واكراهات الواقع” محور يوم دراسي من تنظيم مديرية التعليم ببنسليمان
بوشعيب الحرفوي

تميز اليوم الدراسي الذي نظمته المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ببنسليمان يوم أمس الثلاثاء 27 دجنبر 2022 بمدرج الندوات والمحاضرات بالثانوية التأهيلية لمهن الفندقة والسياحة تحت شعار ” التربية الدامجة رافعة أساسية لتحقيق الجودة وتكافؤ الفرص”، تميز بمناقشة قضايا التربية الدامجة، وإثارة مجموعة من الصعوبات والاكراهات التي تواجه تحدي إدماج الأطفال والتلاميذ في وضعية إعاقة بمنظومة التربية والتكوين.

ومن بين أهم المشاكل التي تنتصب أمام المسؤولين والفاعلين التربويين وتشكل عائقا أمام دمج الأطفال في وضعية إعاقة بالمدارس والمؤسسات التعليمية ، حسب ما دار في النقاش نجد غياب المواكبة الصحية للتلميذ في وضعية إعاقة داخل الفصل الدراسي، وعدم إنجاز تقارير حول وضعيته الصحية في الدفتر الصحي خلال الزيارات الميدانية القليلة للمدارس من طرف أطر وزاة الصحة، وغياب القيام بالتتبع والتكوين للمدرسين الذين يقومون بتدريس تلاميذ في وضعية إعاقة في الأقسام العادية، خاصة في الجانب المتعلق بتكييف أسئلة المراقبة المستمرة، بالإضافة إلى إشكالية تحديد نوعية الكفايات التي تستهدف هذه الفئة بمختلف المستويات الدراسية خاصة بالسلك الابتدائي. وعدم وجود ولوجيات بالمؤسسات التعليمية لتسهيل عملية الدخول إلى المؤسسة وإلى الفصول الدراسية، وضرورة توفير النقل المدرسي خاصة بهاته الفئة.

اليوم الدراسي المشار إليه والذي تم تنظيمه بشراكة وتعاون مع جمعية ” معاقون ذهنيا بلا حدود” عرف تقديم مجموعة من العروض من طرف بعض المسؤولين الفاعلين التربويين والشركاء والمتدخلين، حيث  أكدت في هذا الصدد المديرة الاقليمية للتعليم ببنسليمان في كلمة لها بالمناسبة على أهمية التربية الدامجة كأحد البرامج الأساسية  و المهيكلة في مشاريع تنزيل الإصلاح المنشود مشيرة إلى الحصيلة الإيجابية التي حققتها المديرية الإقليمية في مجال تمدرس الأطفال في وضعية أعاقة بفضل الجهود التي بذلت في هذا الباب بشراكة و تعاون مع الجمعيات المدنية و دعم القطاعات الحكومية و بالأخص المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و قطاع الصحة و قطاع التعاون الوطني. وكشفت المسؤولة الإقليمية عن بعض الأرقام الدالة على هذه الحصيلة، حيث بلغ عدد الأطفال في وضعية إعاقة، الذين يتابعون دراستهم بالمؤسسات التعليمية حوالي 298 طفل و طفلة منها 115 من الإناث بالإقليم. ويتابع بعض هؤلاء الأطفال دراستهم بالأقسام العادية و البعض الآخر بأقسام الدمج المدرسي نظرا لنوعية الإعاقة التي يعانون منها و هي إعاقات عميقة أو مركبة لا تسمح بإدماجهم في الأقسام العادية في المراحل الأولى.

كما تناولت الكلمة ممثلة قطاع الصحة التي أشارت إلى الخدمات الصحية والطبية التي تستهدف هذه الفئة، في اطار برامجها الصحية المدرسية وكذا في اطار الخدمات الصحية الفردية. كما استمع الحاضرون إلى تجربة جمعية ” معاقون ذهنيا بلا حدود ” التي قدمها رئيس الجمعية من خلال تطرقه إلى أهم البرامج والانجازات التي قامت بها الجمعية طوال عقود من الزمن من خلال إشرافها وتسييرها لعدد من أقسام الدمج المدرسي ولقاعات الموارد لتأهيل ودعم وتقديم خدمات للاطفال في وضعية إعاقة.

عرض رئيس المرصد المغربي للتربية الدامجة، تطرق الى حصيلة الترافع و التعبئة الاجتماعية حول ملف التربية الدامجة و التي بفضلها تم تحقيق مكتسبات تربوية و تشريعية ومؤسساتية لضمان شروط مواتية لتمدرس الأطفال في وضعية إعاقة و استفادتهم من كل أشكال التمييز الإيجابي للاندماج الاجتماعي و التربوي لهذه الفئة من الأطفال. اما ممثلة قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم بنسليمان فقد سلطت الضوء على أهم المشاريع التي تم إنجازها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و الموجهة لهاته الفئة من الأطفال وخاصة مشروع توفير حافلة النقل المدرسي و تجهيز قاعة الموارد للدعم و التأهيل و توفير بعض المعدات البيداغوجية للأقسام الدمج المدرسي.

شارك في هذا اللقاء التربوي العديد من الفاعلين التربويين( مديرات ومديرو المؤسسات التعليمية، أساتذة…أطر تربوية وإدارية) وبعض ممثلي هيآت المجتمع المدني وأمهات وآباء بعض الأطفال الذي يعانون من بعض الإعاقات، حيث ساهموا في إغناء العروض بمناقشاتهم ومداخالتهم القيمة التي تناولت العديد من والاكراهات التي تواجه تحديات التربية الدامجة.
وقد خلصت أشغال اليوم الدراسي الذي سلط الضوء على وضعية تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة بالمدارس وداخل الأقسام العادية إلى إصدار مجموعة من التوصيات التي ينبغي الاخذ بها لتحقيق الجودة وتكافؤ الفرص ومن اهمها:
– دعم برامج التربية الدامجة بالوسائل والإمكانيات التي تمكن الأطفال من الاندماج في الأقسام العادية و القضاء على كل أشكال الإقصاء و التهميش.
–    تكوين الفاعلين التربويين و خاصة الأساتذة والمربين في مجال التربية الدامجة.
–  دعوة القطاعات الحكومية الى دعم التربية الدامجة من خلال المواكبة و التتبع و توفير الخدمات الصحية وخدمات النقل المدرسي و رفع المعاناة عن الأسر.
– احداث مراكز اجتماعية على المستوى الجماعات الترابية تعنى بفئة الأشخاص في وضعية إعاقة من خلال التوجيه و الإرشاد و الدعم.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *